التهاب اللثة هي عملية الاستجابة الجسم الصحي بالالتهاب التي تشمل نسيج اللثة وما يشمله من الأنسجة الطلائية التي تربط اللثة بالأسنان.
يعد التهاب اللثة لدى الأطفال أحد أوضح المشاكل التي يعاني منها الآباء عند ملاحظة صحة الفم والاسنان لدى أطفالهم. في عمر السنتين يكون قد اكتمل نمو الاسنان اللبنية لدى الطفل بما فيها الضروس. وبما أن بقايا الطعام من أهم أسباب التهاب النسيج الداعم للأسنان. فيمكن ملاحظة بعض علامات الإصابة بالتهاب اللثة والذي هو على عدة انواع منها:
التهاب اللثة المزمن: وهو النوع الشائع لدى الأطفال وعادة ما يتسبب في تضخم اللثة وتغير لونها الطبيعي من اللون الوردي الى اللون الأحمر مع سهولة النزيف عند الضغط عليها بفرشاة الاسنان على سبيل المثال.
التهاب اللثة التقرحي الناخر الحاد: وهو النوع الذي قد يؤدي الى مضاعفات أخرى بدايةً من تدمير نسيج اللثة بشكل أساسي الى فقدان الأسنان !
التهاب اللثة
من أسباب التهاب اللثة والنسيج الداعم للأسنان عند الأطفال:
- داء السكري: توصل الباحثون الى أن المرض الأكثر شيوعاً في تاريخ الطب والذي يرتبط بفقدان الاسنان الناتج عن التهابات نسيج اللثة هو داء السكري بنوعيه الاول والثاني، بحيث أن مريضي السكر وخصوصاً النوع الأول الذي يصيب الأطفال معرضين 15 مرة بخطر الإصابة بالتهاب النسيج اللثوي أكثر من الأشخاص غير المصابين بالسكر.
- الجراثيم والكائنات المجهرية: لها دور أساسي في التسبب بما يعرف بالجيب (فراغ كبير بين نسيج اللثة والسنة) نتيجة تدمير الأنسجة الداعمة للأسنان، وجود البكتيريا بمفردها ليس هو السبب الرئيسي في حدوث المرض، بل استجابة العائل المناعية أيضاً تجاه تلك الكائنات الممرضة مهمة جداً بحيث عندما تقل كفاءة الجهاز المناعي نتيجة لأحد الأمراض مثل الإيدز المصاب به طفل على سبيل المثل لأم مصابة به أثناء الحمل، تصبح البكتيريا قادرة على أن تزدهر مؤدية إلى تأثيرات مدمرة.
- سوء التغذية لدى الطفل: السكريات التي تلتصق بالأسنان كالحلويات تتماسك على سطح الأسنان وذلك يمنع خاصية التنظيف الذاتي للسنة التي تقوم بها الأسنان عن طريق اللعاب وبالتالي تسوس الأسنان والتهاب اللثة. مرض الإسقربوط (نقص فيتامين ج) يرتبط بشكل كبير بالتهاب الأنسجة الداعمة للأسنان واللثة الحاد، لأن فيتامين ج يساعد على عملية إصلاح أنسجة الجسم والمحافظة على النسيج الضام. كما أن تأثيره المضاد للأكسدة مهم في حالة وجود المواد المؤكسدة التي تدمر الأنسجة في أمراض اللثة. كذلك فيتامينات أ، ب، د وأملاح الكالسيوم والفوسفور لها دور مهم في الحد من خطورة تلك الأمراض.
- دور طبقة البلاك والجير: التهاب اللثة يرتبط بشدة بترسبات طبقة البلاك المسببة للتسوس، عندما يتطور التهاب اللثة الى التهاب بقية الأنسجة الداعمة للأسنان، تصبح طبقة البلاك فوق اللثوية ملجأً للكائنات الممرضة إلى أن تصبح العدوى متمكنة من جسم الإنسان، في ذلك الوقت تهاجر البكتيريا الى المنطقة تحت اللثوية مسببة تدمير النسيج الطلائي الذي يربط السنة باللثة وبالتالي انحسار اللثة.
- المستوى الاجتماعي والخلفية التعليمية: في المناطق التي يتلقى فيها الاباء تعليماً أفضل ولديهم دخل جيد بالتأكيد يتمتعون بصحة جيد وما يشمله من صحة الفم والأسنان، حيث أن قوة العلاقة بين المستوى المعيشي وصحة اللثة تتمثل في الاهتمام بصحة الفم، معدل الزيارات الى عيادات الأسنان وبالتالي يعود ذلك على صحة فم الطفل ذو العامين بالإضافة الى تلقيه ثقافة زيارة طبيب الاسنان كل ستة أشهر. لذلك أصحاب المستوى المعيشي المنخفض جداً لديهم عادات تغذية قليلة وسيئة، اهتمام اقل بصحة الأسنان، وأيضاً نقص في الوعي بصحة الفم والاسنان. بالإضافة الى تكلفة العلاج الباهظة بالنسبة لتلك الفئة لدرجة أن أبسط طرق العناية بصحة الفم والأسنان مثل معجون الأسنان يعد غير متوفر بالنسبة لأفراد المستوى المعيشي المنخفض. مخلفاً وراءه التهابات في أنسجة الفم مثل اللثة.
أعراض التهاب اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان لدى الأطفال:
تشمل علامات الإصابة بأمراض اللثة كالتهاب اللثة الحاد ما يلي:
- ضعف، احمرار وانتفاخ اللثة مع وجود الام في اللثة أو أي ألم اخر في الفم.
- حدوث نزيف في اللثة أثناء غسيل الأسنان، أو تنظيفها بالخيط الطبي أو عند مضغ بعض الأطعمة الصلبة.
- تراجع اللثة عن الأسنان بحيث ينزل مستوى اللثة عن مستواه الطبيعي متسبباّ بجعل الأسنان تبدو وكأنها أطول وأكبر من قبل وذلك ما يسمى بانحسار مستوى اللثة، وهو عرض خطير جداً إذ أن انحسار اللثة بشكل كبير يؤدي إلى ظهور جذر السنة مما قد يؤدي إلى فقدان السنة.
- مظهر فضفاض للأسنان بحيث تبدو منفصلة عن بعضها وغير متماسكة نتيجة انحسار اللثة بشكل كبير, إذا كان الالتهاب يصاحبه بكتيريا صديدية نتيجة التهاب اللثة الحاد، قد يظهر صديد بين الأسنان واللثة.
- قرح في الفم نتيجة لانخفاض الاستجابة المناعية في بعض الأحيان.
- رائحة كريهة نتيجة وجود البكتيريا والكائنات المجهرية.
- تغيير في طريقة اصطفاف الأسنان مع بعضها عند القيام بالعض وذلك يعرف بسوء الإطباق وذلك نتيجة لحركة الأسنان الفضفاضة بعد انحسار مستوى اللثة.
- تغيير في ملاءمة أطقم الأسنان الجزئية.
علاج التهاب اللثة لدى الأطفال:
- تغيير عادات التغذية: إن نمط التغذية لدى الطفل كما سبق ذكره يشكل عاملاً مهماً في التقليل من التعرض لالتهاب اللثة، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب أسنان الأطفال بتناول الجبن والخضروات والزبادي على الأقل ثلاث مرات يومياً لتغذية أفضل لاحتوائها على العناصر اللازمة للثة صحية أكثر. وذلك بالطبع للتقليل من السكريات غير سهلة التنظيف والتي تسبب تكون طبقة البلاك التي تعد دائماً الخطوة الأولى لمشاكل الأسنان واللثة فيما بعد.
- غسيل الأسنان: إن أفضل وقت لتنظيف الأسنان بالفرشاة هي قبل الذهاب إلى السرير مساءً وبعد وجبة الإفطار صباحاً وذلك باستخدام فرشاة الأسنان ذات الشعيرات الناعمة لتجنب نزيف اللثة الملتهبة بشكل دائم، كما أن عادات غسيل الأسنان الأفضل تتمثل في الحركة الدائرية لفرشاة الأسنان لتجنب انحسار اللثة وتفتت طبقة المينا الخارجية للأسنان كذلك. الأطفال دون سن الخامسة لا تتوفر لديهم المهارات اللازمة للقيام بتلك العملية، لذا يتوجب على ولي أمر الطفل أن يقوم بنفسه بتنظيف أسنان طفله بالطريقة التي تم ذكرها حتى سن الخامسة تحت إشراف بالغ.
- زيارة طبيب الأسنان: يقوم أخصائيو صحة الأسنان بإجراء عملية تنظيف أسنان احترافية تحد من التهاب نسيج اللثة لدى الأطفال. يقوم أخصائي صحة الأسنان بإزالة طبقة البلاك المتكونة باستخدام بعض أدوات التنظيف وتلميعها باستخدام معجون مزيل للصبغات. مانعاً تراكم البكتيريا المدمرة لأنسجة اللثة وباقي الأنسجة الداعمة للأسنان.
- استخدام الخيط الطبي: الخيط الطبي الذي يحتوي على مادة دهنية يعد خياراً جيداً جداً لتنظيف المسافات بين الأسنان والتي تتراكم فيها ما تبقى من طعام والذي يسبب بدوره ظهور المستعمرات البكتيرية التي تدمر نسيج اللثة. كما أن المادة الدهنية في الخيط الطبي تقي المستخدم من جرح ونزيف اللثة خصوصاً إن كانت شديدة الالتهاب.
- ترطيب الفم الجاف: جفاف الفم يمكن أن يكون سبباً لالتهاب اللثة، وبالتالي نزيف نسيج اللثة خاصةً حول الأسنان العلوية لدى الطفل عندما تكون الممرات الأنفية لديه مغلقة. أو عند الأطفال الذين يتنفسون خلال النوم من الفم بدلاً من الأنف هم الأكثر عرضة لفم جاف ولثة معرضة للنزيف. لأن اللعاب في الفم يساعد في عملية الغسل الميكانيكي للبكتيريا المختبئة في الفم والتي تسبب تهيجاً لنسيج اللثة مع مرور الوقت. لذلك يعد شرب الطفل كوبأً من الماء في الليل وقبل النوم أو وضع طبقة من الفازلين على الشفاه أحد الحلول الجيدة لإبقاء الفم رطباً.
- التوعية الصحية: تلعب التوعية الصحية الدور الأبرز غير المباشر في الحد من الإصابة بمختلف الأمراض عن طريق اتباع سياسة الوقاية خير من العلاج في كافة الأصعدة الطبية. على مستوى طب اسنان الأطفال، ينصح دائماً من قبل طبيب أسنان الأطفال بالامتثال لبعض العادات الجيدة الي تقلل بنسبة كبيرة التهاب اللثة ونزيفها بعد الفحص الطبي واجراء خطط العلاج اللازمة للطفل، ويأتي دور ولي الأمر كقدوة حيث تعتبر الأكاديمية الأمريكية لطب الأسنان أن ممارسة الاباء عادات النظافة الجيدة للأسنان وتشجيع أطفالهم على سلوكيات النظافة الشخصية يحد من التهاب اللثة والقضاء عليه وذلك عن طريق استخدام فرش أسنان مصممة بشكل يناسب مدى أعمار الأطفال.
ادوية علاج التهاب اللثة
يمكن استخدام بعض الادوية المتاحة لعلاج التهاب اللثة للاطفال و لكن يفضل استخدام المختصين قبل ذلك فبعض هذه الادوية مثلاً البنسلين قد يحدث تفاعل حساسية لدى بعض الاطفال فتكون النتائج وخيمة .
اما بخصوص هذه الادوية فهي :
1-التتراسلكين :
من الادوية الشائعة جداً للاستخدام في هذا المجال اذ يقضي على البكتريا التي تتجمع على اللثة و تدمر النسيج الضام فيها .


2-ازثرومايسين :
دواء اخر يستخدم للقضاء على البكتريا المسببة لالتهاب اللثة و هو يستخدم بشكل خاص لدى الذين يعانون من التهاب اللثة المزمن .
3-الميترادازول أو الفلاجيل :
قد تكون استخدمت هذا الدواء سابقاً لعلاج البكتريا و خصوصاً في اضطرابات الجهاز الهضمي و لكن ما لا تعرفه ان هذا الدواء يستخدم لالتهاب اللثة ايضاً و خصوصاً النوع الحاد منه .


4-الايموكسيلين :
مضاد الالتهابات البكتيرية الشائع يمكن أيضاً استخدامه للتخلص من التهابات اللثة .
و يفضل عدم الاكثار من استخدام هذه الادوية خصوصاً للاطفال كونها تؤثر على التوازن البكتيري في الامعاء و القولون اذ تقتل هذه الادوية ليس البكتيريا المضرة فقط بل البكتريا المفيدة ايضاً مما قد يسبب مشاكل القولون لدى الطفل او حتى البالغ .
لذا يفضل اللجوء الى انواع غسولات الفم في علاج التهاب اللثة و العناية الدائمة بنظافة الفن و الاسنان بالمسواك و خيط الاسنان و غيرها .